سيرة الامير الرآحل : سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ( رحمه الله ) ...

<P align=center>[size=12]

.
.
.
.

[/size]

<P align=center>[size=12][size=12]

ولد الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعـود بمدينة الرياض في يـوم الخميس 12 من رجب عام 1346هـ الموافق 5 يناير 1928م ونشأ في كنف والده الملك عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه – مؤسس الدولة السعودية الحديثة، ولقي عناية والده كغيره من أفراد بيت الملك عبدالعزيز، فتربى تربية صالحة، وتعلم القرآن الكريم والعلوم العربية على يد كبار المعلمين والعلماء ثم واصل تعليمه فكان لهذه التنشئة الدينية أثرها الكبير في أخلاقه وتصرفاته ومن ثم في حياته العامة وعلاقته مع الناس وإدارته وتسييره أمور الوظائف الكثيرة التي أسندت إ ليه. ولقد كان لملازمته سموه لوالده الملك عبدالعزيز بالغ الأثر في إكسابه الخبرة العملية والحنكة السياسية، كما حمل سموه المسؤوليات ومارس العمل العام منذ مقتبل حياته وكان باستمرار في قلب السياسة السعودية داخلياً وخارجياً. ولقد أولى والده الملك عبدالعزيز آل سعود ابنه سلطان ثقته فعينه أميراً على الرياض في الأول من ربيع الآخر عام 1366هـ الموافق 22 فبراير 1947م وقد ساهم الأمير سلطان مع والده في إقامة نظام إداري متين مبني على العدالة الاجتماعية وتطبيق شريعة الإسلام، وعند تشكيل أول مجلس وزراء في المملكة عُين الأمير سلطان وزيراً للزراعة في 18 ربيع الثاني 1373هـ الموافق 24 ديسمبر عام 1953م، وكان أهم المشروعات التي عنى بها سموه حينذاك هو مشروع حرض الذي صمم لإعادة توطين كثير من قبائل البدو الرحل ومساعدتهم على إقامة مزارع حديثة وهو مشروع يعد من أحد التوجهات الأساسية للدولة في خطواتها التطويرية. وفي يوم السبت 20 ربيع أول عام 1375هـ الموافق 5 نوفمبر عام 1955م عُيِّن الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزيراً للمواصلات وساهم في إدخال شبكات المواصلات البرية الحديثة والاتصالات السلكية واللاسلكية وطريق السكة الحديد بين الرياض والدمام. وفي يوم السبت 3 جمادى الآخرة عام 1382هـ الموافق 21 أكتوبر 1962 عُيّن الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزيراً للدفاع والطيران ومنذ ذلك التاريخ حتى الآن شهدت القوات المسلحة بكامل فروعها البرية والجوية والبحرية وقوات الدفاع الجوي تطورات واسعة، إلى جانب ذلك أشرف سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز على تطوير الطيران المدني وترأس مجلس إدارة الخطوط الجوية العربية السعودية ويوليها سموه جل اهتمامه لكي تكون في مصاف الخطوط الجوية العالمية. وفي يوم الأحد 21 شعبان عام 1402هـ الموافق 13 يونيو 1982م صدر الأمر الملكي السامي بتعيين الأمير سلطان بن عبدالعزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، وفي يوم الإثنين 26/6/1426 الموافق 1/8/2005 عين الأمير سلطان وليا للعهد نائبًا لرئيس مجلس الوزراء وزيرًا للدفاع والطيران والمفتش العام؛ وذلك بعد وفاة الملك فهد بن عبدالعزيز وتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد السلطة في البلاد، وخلال فترة تولي سموه لوزارة الدفاع والطيران وقعت أحداث كبيرة كان لسموه دور بارز ومباشر فيها، ففي عام 1967م عندما نشبت الحرب بين إسرائيل والدول العربية المجاورة لها سارعت القوات المسلحة السعودية بإعلان التعبئة العامة وتحركت القوات البرية بأسلحتها المساندة الكاملة واحتلت المواقع الأمامية على طول ساحل خليج العقبة واتخذت مراكزها العسكرية المقررة لمساندة أشقائها العرب. وعند اندلاع حرب أكتوبر 1973م صدر أمر التعبئة للقوات المسلحة السعودية وتحركت القوات السعودية في اليوم التالي 7 أكتوبر 1973م إلى الجبهة السورية واستمر تدفقها على الجبهة بضعة أيام بلياليها واتخذت مواقعها في الجبهة واشتبكت مع العدو فور وصولها وصدت هجوماً كان العدو قد شنه في القطاع الذي تمركزت القوات السعودية فيه ظناً منه أنه خال من القوات العربية، وعندما وقع العدوان العراقي على الكويت في 2 أغسطس 1990م اتخذ الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز رحمه الله القرار التاريخي بطلب المساندة من الدول الشقيقة والصديقة للمملكة العربية السعودية تجاه العدوان العراقي، وتم تشكيل قيادة للقوات المشتركة ومسرح العمليات برئاسة الفريق الركن الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز وضمت هذه القوات قوات من المملكة العربية السعودية والدول الشقيقة والصديقة وتم التنسيق بينها وبين القوات الأمريكية والأوروبية حتى تم تحرير الكويت، وفي مجال آخر رأس الأمير سلطان عديداً من اللجان والمجالس حيث ترأس سموه ولفترة طويلة اجتماعات اللجنة العليا لسياسة التعليم واللجنة العليا للإصلاح الإداري ومجلس القوى العامة و الهيئة العليا للدعوة الإسلامية والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالمملكة العربية السعودية والهيئة الوطنية لحماية البيئة الفطرية وإنمائها واللجنة الوزارية للبيئة، واللجنة السعودية – اليمنية المشتركة المشرفة على المشاريع التي تنفذها المملكة العربية السعودية في اليمن، إلى جانب ترؤس سموه لمجلس إدارة الخطوط الجوية العربية السعودية ومجلس إدارة المؤسسة العامة للصناعات الحربية واللجنة العليا للتوازن الاقتصادي، والهيئة العليا للسياحة والمجلس الاقتصادي الأعلى، كما ترأس سموه مجلس إدارة الموسوعة العربية العالمية ؛إذا ينفق سمو على المشروع من أمواله الخاصة خدمة للعالمين العربي والإسلامي ومساهمة منه في نشر العلم والمعرفة. أسس سمو الأمير سلطان مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية لتقديم خدمات إنسانية واجتماعية وثقافية، وسموه هو الرئيس الأعلى للمؤسسة ورئيس مجلس أمنائها. زار سمو الأمير سلطان عدداً من الدول العربية والإسلامية والصديقة وساهم في إرساء عرى الأخوة والمحبة بين المملكة العربية السعودية وتلك الدول. وحضر الكثير من المؤتمرات والاجتماعات الإقليمية والدولية؛ إذا ترأس سموه وفد المملكة العربية السعودية في اجتماع هيئة الأمم المتحدة في شهر صفر 1406هـ 1985م وألقى خطاباً مهماً بهذه المناسبة؛ كما ترأس وفد المملكة الذي شارك في احتفال الأمم المتحدة بعيده الخمسين في أكتوبر عام 1995م؛ ومن الصعب حصر كل أعمال ومساهمات الأمير سلطان وحضوره اللافت والمميز إذ أن ذلك يحتاج إلى صفحات فحياته حافلة بالعطاء.

أبدى الأمير سلطان منذ صغره ذكاءً فذاً وحضوراً ديناميكياً قويا وفاعلاً؛ وهو إلى جانب شخصيته الجريئة يتمتع بفاعالية روحية تليق بدور السعودية البارز في الشرق الأوسط• وكان لمساندته وآرائه القيمة بالغ الأثر في مساعدة الملك الراحل فهد بن العزيز على تحقيق أهدافه في مجالات التقدم والتصنيع والتربية• والأمير سلطان سياسي محنك، قام بالعديد من زيارات مهمة لمختلف الدول العربية والدول الغربية وله إسهامات معروفة ومفيدة في مختلف المؤتمرات الإقليمية والدولية• وإذا كان الأمير سلطان قد لعب دوراً في تحديث القوات السعودية ورفع مستواها وتطبيق سياسة تنويع مصادر التسليح بدلاً من الاعتماد على مصدر وحيد في هذا الجانب فإنه يؤكد دوماً أن بلاده تنتهج سياسة سلام وصداقة مع دول العالم وكافة؛ وأن أمر تقوية دفاعاتها هو من صميم تنفيذ هذه السياسة، كما يردد دائماً في المناسبات العسكرية التي يرعاها أن القوة العسكرية هي حقاً قوة من أجل السلام في المنطقة

“كل ما أملكه في المملكة من مبان وأراض وكل شيء عدا سكني الخاص ملك لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية”، لا تزال هذه الكلمات تحفظها ذاكرة الملايين من محبي الأمير سلطان والذين لمسوا ذلك على سطح الواقع من خلال تتويج جهوده الإنسانية بإنشاء أكبر مدينة طبية تأهيلية في العالم تقيمها المؤسسة في الرياض. ولخص الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الحديث عن شخصية الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وحضوره في مجال الأعمال الخيرية والإنسانية بقوله: «إن الأمير سلطان بطبعه منذ خُلق، وهو مؤسسة خيرية بذاته، وصاحب خير، ويسعى للخير، وكل مكان يكون فيه لابد أن يكون له فيه عمل خير، فسلطان بحق هو مؤسسة خيرية قائمة بذاتها». ولعل من الصعوبة بمكان حصر كل الأعمال الخيرية التي كان للأمير سلطان حضور فيها، فبالرغم من مشاغله في مهماته السابقة عندما كان يشغل منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وتوليه مسؤوليات رئاسة أو نيابة رئاسة عدد من اللجان والمجالس التي تشرف على قطاعات معينه من نشاطات الدولة واستقباله لضيوف المملكة والسفراء إلا أن مكتبه ومسكنه في كل مدينة يحل بها يغصا بالزوار إما بقصد السلام عليه أو عرض مطالبهم ومشاكلهم الخاصة، أو الطلب منه مساعدتهم والتدخل الشخصي من قبل الأمير لإنهاء ضائقة أو معاناة عجزوا عن إيجاد حلول لها. وبمجرد وصول هذه المطالب للأمير سلطان سواء عن طريق اللقاء الشخصي أو عبر الرسائل أو البرقيات فإن هذه المطالب يتم حلها متى ما ثبت مصداقيتها ووجاهتها. وقد سجلت حالات كثيرة لأشخاص غيّر الأمير سلطان مجرى حياتهم ووضع نهاية لمآسي أسر فقدوا الأمل في إنهاء معاناتهم بسبب ضائقة مالية تواجههم أو عدم وجود مســاكن لهم أو عدم قدرتهم على معالجة مريضهم وغيرها من المطالب• ويسجل للأمير سلطان يومياً حرصه على توفير العلاج للمرضى أو إرسال طائرات الإخلاء الطبي لنقل المرضى أو المصابين إلى المستشفيات والمراكز الطبية المتقدمة داخل وخارج البلاد وتقديم مساعدات مالية من جيبه الخاص للمحتاجين أو تحويل مطالب البعض إلى الجهات المختصة لتحقيقها حسب الأنظمة المتبعة وعُرف عن الأمير سلطان حرصه على عدم رد أي طلب لشخص متى ماثبت مصداقيته ووجاهة هذا الطلب حتى أن الزائرين له يرددون أنهم متوجهون إلى //سلطان الخير// لقناعاتهم بأنه صاحب أيادي بيضاء لكل من يطرق بابه. وفي مناسبات القطاعات الإنسانية والخيرية التي يرعاها لا يتردد الأمير سلطان في دعمه للمشاريع التي تقوم هذه القطاعات بتنفيذها والإشراف عليها ويعلن عن تبرعه لها بمبالغ كبيرة بهدف استمرارها وتوسيع نشاطاتها وطرح مشاريع جديدة لها. وللأمير سلطان حضور فاعل في إنقاذ أشخاص من حكم القصاص عندما يتنازل الورثة عن القصاص لقريب لهم مقابل مبلغ مالي حيث يقوم الأمير سلطان بسداد هذه المبالغ التي تصل إلى ملايين• ويجد الراصد صعوبة في الإحاطة بكل أو بعض الأعمال الخيرية والمبادرات الإنسانية للأمير الإنسان سلطان بن عبدالعزيز الذي أطلق عليه الجميع صفة “سلطان الخير”، حيث يشدد الأمير على أن تحاط الأعمال الخيرية وعطاياه بالسرية ودون إعلان احترامًا لمشاعر المستفيدين منها، إضافة إلى أن تركيبة الأمير سلطان واعتياده منذ الصغر تجعله يقدم ما عنده دون انتظار لجزاء أو ثناء، ويحرص الأمير سلطان كل يوم على قراءة الصحف وتكليف فريق من مكتبه للبحث عن المحتاجين للعلاج أو ممن مرت بهم ضائقة مالية أو الذين أطلقوا صوت استغاثة ممن حكم عليهم بالموت لعدم قدرة ذويهم عن دفع ديات تصل إلى عشرات الملايين مقابل الإعفاء عنهم. وإذا كان وزراء الدفاع ارتبطوا في أذهان الناس بالبأس والشدة والصرامة إلا أن الأمير سلطان من طراز آخر فهو يبدو متواضعاً وبسيطاً واشتهر بابتسامته التي لا تفارقه حتى في أحلك الظروف معبرا بذلك عن شعور داخلي بالرضا لما يقوم به من أعمال ومحبته للجميع ويبادل الناس الأمير هذا الشعور بالمحبة فلا يخلو مجلسه من الأمراء والعلماء والمسؤولين والمواطنين وأصحاب الحاجات بل أن الأمير سلطان لم ينس أفراد الأسرة المالكة فقد خصص لهم يومين في الأسبوع يوم للرجال ويوم للنساء. وفي القطاع الإعلامي يحرص الإعلاميون على حضور المناسبات التي يكون الأمير سلطان راع لها حيث لا تخلو هذه المناسبات من تصريحات صحفية للأمير يتحدث فيها عن مجمل الأحداث محلياً وإقليميا وعربياً وعالمياً بل انه لم يسجل على الأمير تجاهله لأي سؤال يوجه إليه من الإعلاميين رغم صعوبة وحساسية البعض منها•

لم يكن المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله - ثراه ملكاً مؤسساً لدولة احتلت اسمها على خارطة العالم وشهدت تنمية بشرية ومادية غير مسبوقة في التاريخ، بل كان أباً ومربياً عظيماً مؤسساً للرجال. وقد تجسد ذلك في أبنائه البررة ومن ضمنهم الأمير سلطان الذي برزت فيه منذ أن كان صغيراً سمات النبوغ والتفوق والحصافة والفصاحة حتى أصبح رمزا للشجاعة والكرم وسرعة البديهة، وتشكلت خلال عمره المديد خصال عظيمة لا يستطيع المتابع أن يحصيها؛ إذا اشتهر الأمير منذ، صغره وحتى الآن بابتسامته الدائمة وقلبه الكبير الذي حمل حبا للناس الذين بادلوه نفس المشاعر كما تميز الأمير سلطان بحبه للبذل والعطاء ومساعدة المحتاجين ليكون « سلطان الخير» صفة أطلقت عليه وهي خصلة من خصاله التي لا تعد ولا تحصى

وقد حفظت بعض المصادر شذرات من خطب سموه في صباه ألقاها إما قراءة وإما ارتجالا في عدة مناسبات في عهد الملك المؤسس - طيب الله ثراه. وفيما يلي نماذج من هذه الخطب(*): عندما عاد سمو الأمير سعود بن عبدالعزيز والأمير محمد بن عبدالعزيز إلى عاصمة الديار النجدية في جمادي الآخرة 1356 هـ تشرف أصحاب السمو الأمراء طلاب مدرسة الأمراء في الرياض بمقابلة سموه في الديوان الأميري. وبعد أن حيوا سموه بدأ إلقاء الخطب،, فكانت خطبة الأمير سلطان بن عبدالعزيز وهي أول خطبة لسموه أمام ولي العهد وعمر الأمير سلطان 12 سنة؛ إذا بدأها قائلا: يا صاحب السمو للمرة الأولى أقف بين يدي سموكم خطيبا معبرا عما خالج نفوسنا من الفرح والسرور وما خامر قلوبنا من البهجة والحبور لقدومكم السعيد, ولا بدع إن فرحت لكم القلوب واشرأبت الأعناق وازدحم الناس على بابكم واحتفلت البلاد بيوم قدومكم فأنت ابن سيدها الذي تجشم في سبيلها الصعاب وجاب أقاصي المعمورة ليرفع مستواها بين صفوف الأمم الراقية فأهلا بكم وسهلا بقدومكم

حرص الملك عبدالعزيز - طيب الله - ثراه رغم انشغاله بمسؤوليات الدولة الناشئة على متابعة تعليم وتربية أبنائه الذين أصبحوا فيما بعد قادة هذا الوطن الذي بناه ووحَّد كيانه وجمع شمله، وقد انطلق الملك المؤسس في تربيته لأبنائه من فلسفة مفادها أن الطريق القويم لصناعة الشخصية القيادية والإنسانية معاً يكمن في الاهتمام بأمور التربية والتعليم معاً وهي فلسفة طبقت في كثير من الدول التي رأت أن صناعة الرجال لا تتم إلا من خلال جعل العملية التربوية متلازمة مع العملية التعليمية. وقد حرص الملك المؤسس على متابعة تعليم أبنائه وكان يذهب إلى مدارسهم ليشهد بنفسه بعض الدروس التي يتلقونها من معلميهم، بل كان يجلس إلى جوار المعلم على كرسي ولي الأمر ويؤكد على معلميهم أن يعاملوه كولي للأمر لا كملك عندما يزور المدرسة، كما أكد على المعلمين أن أبناءه يجب أن يعاملوا في المدرسة كتلامذة لا أمراء، بل وذهب حرص الملك المؤسس على تربية أبنائه وتعليمهم أنه هددهم بأنهم إذا لم يهتموا بدروسهم فإنه سيسحب منهم كل ما لديهم من رجال وخيول وسيارات وأقسم بالله على ذلك، وقد ورد ذلك في مذكرات أحمد علي الكاظمي المعلم في مدرسة الأمراء بالرياض في إشارة إلى زيارة الملك عبدالعزيز للمدرسة التي كان أبناؤه يتلقون فيها تعليمهم وذلك عام 1356هـ حيث أشار الكاظمي إلى أن الملك عبدالعزيز جلس على كرسي المعلم في الفصل وتحدث إلى التلاميذ بلغة الأب والأستاذ ووجه إليهم النصح ودعاهم إلى الاجتهاد وقال: «أنتم مستقبل هذه البلاد من بعدي»، كما قال الملك لمدير المدرسة آنذاك عبدالله خياط: «كن دقيقاً معهم، وهم في المدرسة تلاميذ لا أمراء فما جئنا بهم إلى هذه المدرسة إلا ليتعلموا وإذا لم يتعلموا فلن يتعلموا أبداً.. وبعد خروج الملك من الفصل مال نحو مدير المدرسة وقال له مؤكداً: « اطلب الاجتماع بي في أي شيء يخص أولادي وأنا أجيكم بنفسي مثل ما يجيكم أي أب يهمه أمر ابنه ولا تتردد قط في ذلك ))(*). ولا شك أن هذه التعليمات التربوية شكلت شخصيات أبناء المؤسس ومنهم الأمير سلطان الذي كان أحد التلاميذ النجباء في المدارس التي درس بها في حياة والده

وقد مرت دراسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز بثلاث مراحل: الأولى هي مرحلة الصبا الباكر وكانت في مدرسة السناري بالرياض وهي مدرسة كتاتيب تعلّم فيها مبادئ القراءة والكتابة والحساب وقراءة القرآن، والمرحلة الثانية التحاقه بمدرسة الشيخ أحمد العربي التي درس بها القرآن الكريم وختمه عام 1354 ه، أما المرحلة الثالثة فقد كانت في مدرسة الأمراء التي قضى بها الأمير سلطان مدة أطول وذلك من عام 1356 إلى 1362 ه. وقد بدأت الدراسة بثلاث حصص من الساعة الواحدة إلى الساعة الرابعة ثم يقوم الأمراء بالخروج مع الملك عبدالعزيز إلى الباطن والبديعة خلال الصيف، ثم طلب مدير المدرسة الأستاذ عبدالله خياط من الملك عبدالعزيز أن يدرس الأمراء ساعة بعد الظهر في البديعة وهكذا استمر الأمير سلطان وإخوانه يدرسون ساعة في المسجد داخل القصر. وتروي المذكرات التي كتبها معلمو الأمراء أن الأمير سلطان عندما كان طالباً في المدرسة زار وإخوانه أساتذتهم ليلة الأحد 28 / 7/ 1356 ه وطلبوا من مدير المدرسة الأستاذ عبدالله خياط إضافة تدريب مادة اللغة الإنجليزية فارتاح لذلك الطلب وأبلغ الملك عبدالعزيز الذي سره ذلك. كما وردت في مذكرات أحمد علي الكاظمي إشارات ذات دلالة عميقة في حياة التلميذ سلطان بن عبدالعزيز والمتمثلة في حضوره المبكر للمدرسة وإلقائه خطبة أمام الأمير سعود وكرمه منذ الصغر وحبه للعلم وحرصه على تعلم اللغة الإنجليزية وتعلقه بالقرآن الكريم واحترامه لإخوانه الكبار، ولعل من أهم أحداث هذه المرحلة في حياة التلميذ سلطان بن عبدالعزيز الخطبة التي ألقاها سموه أمام ولي العهد الأمير سعود بن عبدالعزيز عند عودته من خارج المملكة إلى جدة ثم إلى الرياض، كما كان يوم السبت 6/ 8/ 1362 ه يوماً لا ينسى؛ إذا احتفلت مدرسة الأمراء بتخريج الأمير سلطان وإخوانه وحضر حفل التخرج الأمير سعود بن عبدالعزيز ولي العهد. ونلخص كل ذلك بالقول إن التعليم الذي تلقاه الأمير سلطان بن عبدالعزيز كان مزيجاً من الدروس الدينية والدنيوية وغرس القيم الأخلاقية الرفيعة

[/size][/size]

<P align=center>[size=12]
[size=12]

[size=12]

[size=16]تقديراً لدور سموه في الأعمال الخيرية والإنسانية تم اختيار الأمير سلطان بن عبدالعزيز لجائزة الشخصية الإنسانية لعام 2002م وهي الجائزة التي منحت له من قبل مركز الشيخ راشد آل مكتوم بدولة الإمارات العربية المتحدة. وجاء هذا الاختيار تقديراً لدور سموه الحيوي في الأعمال الخيرية والإنسانية على المستوى الإقليمي والعربي؛ إذا حصل سموه على أكثر من خمسة آلاف ترشيح محايد ضمن ترشيحات بلغت عشرة آلاف ترشيح وصلت إلى اللجنة المعنية بالترشيح، وتزامن هذا الاختيار مع أول إعلان للجائزة بعد تحويلها إلى جائزة تعلن كل عامين وبانتقاء غاية في الدقة. وكان سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس اللجنة العليا المعنية بالاختبار والإشراف على جائزة مركز الشيخ راشد لعلاج ورعاية الأطفال قد كشف عن فوز صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود بجائزة الشيخ راشد للشخصية الإنسانية لعام 2002م. وأكد الشيخ أحمد أن الأمير سلطان قد حظي بأعلى نسبة من أصوات المشاركين في عملية الترشيح لنيل هذه الجائزة الإنسانية الرفيعة؛ إذا بلغت نسبة الترشيحات التي اختارت صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز 53% من إجمالي الاستمارات التي بلغ عددها عشرة آلاف استمارة تم توزيعها على الجهات المعنية بالعمل الإنساني والمراكز الخيرية بجميع أنواعها ومراكز رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في الدول العربية بالتعاون مع السفارات والقنصليات العربية العاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة. كما أكد أن هذا الاختيار جاء تعبيراً صادقاً عن الإنجازات الكبيرة التي حققها الأمير سلطان في العمل الخيري عربياً ودولياً لخدمة الإنسان أينما كان. وأضاف: (كرمت الجائزة العديد من الرواد في العمل الخيري الإنساني على مستوى الوطن العربي وألقت الضوء على جهود هؤلاء الرواد الذين أعطوا بصمة في سبيل تطوير الإنسان العربي وبناء مستقبل الأجيال القادمة). واستطرد الشيخ أحمد بالقول: (نبارك للأمير سلطان بن عبدالعزيز الفوز بالجائزة ونتمنى لسموه وللمملكة العربية السعودية المزيد من النجاح على طريق الخير، كما أتقدم بالشكر لكل من ساهم في إنجاح هذه الجائزة. وأوضح الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس مجلس إدارة مركز راشد للشخصية الإنسانية: أن الجائزة أصبحت منذ انطلاقها في عام 1997م إضافة نوعية على خارطة الأحداث البارزة محلياً وإقليمياً وأن الفترة المقبلة ستشهد تطوير الجائزة وبما يخدم الأهداف المرجوة من وراء عملية إطلاقها. وقد تم إطلاق اسم الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم باني نهضة دبي الحديثة على الجائزة عرفاناً لهذه الشخصية التاريخية التي كان لها سجل حافل في مجالات العمل الإنساني والخيري المتعددة، بالإضافة إلى تعزيز دور مركز راشد كصرح خيري يساهم في زرع روح العمل الخيري في مختلف أنحاء الوطن العربي ورد الجميل لأشخاص استثنائيين أعطوا بصمة ومازالوا في سبيل تحقيق غد أفضل للبشرية. يذكر أن اللجنة المعنية بالجائزة تضم شخصيات بارزة، والجائزة هي نوع من رد الجميل لشخصيات عربية رائدة في مجال العمل الخيري وأعطت بصمة في سبيل أفضل حياة للإنسان.

كما اختارت مؤسسات إنسانية عاملة في مجال التنمية الإنسانية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وبتزكية عالمية عبر لقاءات إقليمية ودولية شخصية التنمية الإنسانية (رمز الإنسانية) لعام 1426هـ - 2005م. وقد جاء هذا الاختيار عبر إجماع الهيئات الاستشارية والمشرفة والعاملة في مركز أبحاث الشرق الأوسط للتنمية الإنسانية وحقوق الإنسان ومجلس العالم الإسلامي للإعاقة والتأهيل ودار الاستشارات الطبية والتأهيلية ومؤسسة العالم للصحافة وبمباركة وتزكية شخصيات عربية وعالمية كما حظي هذا الاختيار بمباركة وتزكية العديد من الفعاليات العربية والدولية والشخصيات ذات العلاقة التي أيدت أن يكون الأمير سلطان بن عبدالعزيز رجل التنمية الإنسانية وعنواناً ل «رمز الإنسانية» تقديراً لإسهامات سموه على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي في شتى قضايا التنمية الإنسانية

امتداداً للتقدير العالمي للجهد التنموي والإنساني الذي يضطلع به سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز شخصياً، وعبر إسهاماته المؤسسة، أحاط المجلس العالمي لتعاون الحضارات والثقافات سموه بأبرز مظاهر التكريم؛ إذا منحه وسام الشرف الإنساني الأعلى لعام 2007، تقديماً للمثال والأنموذج في العمل التنموي الذي يستمد قوى دفعه من منابع الإنسانية. وجاء هذا التكريم الذي أعلنه المجلس العالمي لتعاون الحضارات في الخامس من يناير 2008، في إطار رسالة المجلس (منظمة عالمية خيرية مقرها السويد) تجاه نشر ثقافة العمل الخيري، ومكافحة الفقر، وتكريم المميزين في الأعمال الخيرية في مجالات البيئة، وأعمال البر والإحسان والإغاثة وحماية الطفولة والأمومة وحقوق الإنسان ومكافحة المرض والمجاعة والحروب، وتشجيع الإبداع العلمي وتنمية الموارد البشرية، والإسهام في تطوير العمل الإنساني وتعميم نفعه، وتوثيق سير وأعمال الشخصيات المميزة في المجالات الإنسانية المتعددة، والتعريف بهم لإيجاد التواصل بينهم وبين الشعوب المستهدفة بأعمالهم الإنسانية والخيرية وحضّ الآخرين على الاقتداء بهم، وإشعارهم بأن جهودهم وعطاءاتهم موضع تقدير المجتمع الإنساني العالمي. وللأمير سلطان مفهوم متقدم للتنمية البشرية والعمل الإنساني يستوعب المعايير التي حددها المجلس العالمي لتعاون الحضارات لاختيار المكرمين الذي يمنح الوسام لأبرز شخصيتين عالميتين قدمتا خدمات إنسانية وخيرية من بين 36 شخصية عالمية مميزة، بعد تقويم شامل لسيرة روّاد العمل الخيري والإنساني في العالم وأنشطتهم، بعد الفرز والتمحيص والتقويم من قبل لجان الترشيح والاختيار والتحكيم المحايدة. وتغطي جهود سلطان الأعمال الخيرية والإغاثية والصحية والتعليمية والثقافية والبيئية والاجتماعية والخدمات الإنسانية. وتستند فلسفته التنموية والإنسانية إلى فكرة عظيمة الدلالات، وهي «مساعدة الناس ليساعدوا أنفسهم»، وتنعكس مدلولات هذه الفكرة في كل أعماله بدءاً من مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، ومدينة سلطان الإنسانية، وبرنامج سلطان للاتصالات الطبية والتعليمية، ومشروع الإسكان الخيري. ومركز سلطان للعلوم والتقنية، وجائزة سلطان العالمية في المياه، وشركة «باذل الخير»، والموسوعة العربية، وغير ذلك من أعمال الخير والتنمية والبر التي يسعى بها سلطان، وتتمدد في المجتمع محلياً وعلى نطاق العالم، من دون تمييز بين عرق أو لون أو دين، لدرجة أن سموه سخر كل ما يملك، حتى مسكنه الخاص لخدمة هذه الأهداف النبيلة. فهو «مؤسسة الخير»، وهو أيضاً «الغصن المورق المثمر بالخير في شجرة المؤسس». ولا جدال في أن جميع المشروعات التي يؤسس لها الأمير سلطان ويرعاها تتصف بالريادة والتميز وعدم التقليدية؛ فمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية منظومة متكاملة عملاقة من الخدمات التنموية والخيرية والاجتماعية، وسبق أن تم اختيارها كأفضل منظمة إنسانية عربيا وإسلاميا من قِبل «منظمة المحسنين الدولية»، ومقرها بريطانيا، وذلك لكفاءة الأداء، وأصالة الأهداف الإنسانية، والأساليب، ونسبة التبرعات التي تصل إلى الهدف، ومدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية مشروع غير مسبوق، سواء من حيث حجمه أو ما يقدمه من خدمة متخصصة متطورة معتمدة من أرقى المراكز العلمية العالمية، وهي تلبي احتياجات المجتمع بأسلوب حضاري. ويقوم المجلس العالمي باختيار الشخصيات التي تنطبق عليها معاييره من خلال لجان الترشيح والاختيار والتحكيم حول العالم، وفق آلية المجلس المعتمدة في دستوره والمطبقة وفق معايير النزاهة والدقة والحيادية. ويقوم المجلس بتقديم أعمال وجهود المكرمين للجان خالية من أسمائهم أو جهاتهم أو دولهم التي تعرف بهم، حرصاً على تحقيق درجة عالية من النزاهة والثقة في الاختيار، فتم اختيار الأمير سلطان من بين ست وثلاثين شخصية عالمية مميزة في مجال العمل والجهد الخيري والإنساني والحضاري. ويتأهل لنيل وسام الشرف الإنساني الأعلى وشهادة الاستحقاق كل من قام بجهد مميز ذي أثر ملموس في حياة الناس، ويحدد بوضوح موقف القائم به فرداً أو هيئة من أعمال البر والإحسان والمحافظة على كرامة الإنسان وبيئته وحقوقه، وما يلبي حاجاته الحياتية خلال الحروب والكوارث والأزمات، ويسهم في نشر ثقافة التعاون والتسامح والتواصل الحضاري والثقافي بين أبناء الشعوب والحضارات

ونقف ثانية احتراماً أمام فلسفة عميقة ترى في الإنسان أساساً لأية ثروة،.. وعماداً لكل تقدم،.. ومرتكزاً لأية عملية حضارية،.. لفلسفة أوصلت دولة، تضافرا، إلى مكانتها المرموقة بين دول العالم المتحضر. وتلك مأثرة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، حين يوسم بشخصية العام الإنسانية عن 2007 وللمرة الثانية تواليا، كتوثيقية لقامته التي آمنت بالإنسان بوصفه رأس المال الحقيقي للتنمية والتطوير، وعملت جاهدة على إعلاء كرامته وإنسانيته والارتقاء بقدراته الحياتية سواء في الداخل أو في الخارج. وحين تعمد صحيفة (الشرق الكويتية) إلى استبانة شعبية من مجاميع تتباين ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، فالأمر لم يأت من إطراء فردي أو تزلف جماعي، بل إجماع شرائح عريضة على أن الأمير سلطان بن عبدالعزيز باب خير لأسمى الأعمال الإنسانية، تلك التي لا تنتظر شكورا، بل تنبع من رغبة الذات في العطاء والتضحية. ويأتي رصد الصحيفة جامعاً ليطال ما أسبغه الأمير سلطان على المساحات الصحية والبيئية والتربوية والسياسية والعسكرية، وغير ذلك، مجسداً إنسان البر المنطلق من إحساسٍ بالمسؤولية تجاه من وما حوله وتجاه محيطه الإنساني، وتجاه محيطه المكاني مع اتساع رقعته، لتشمل كل ميادين الحياة وتظهر أرقى أشكال التكامل البشري، ويضرب بذلك مثالا ناصعاً للتكافل بمنهاجه الاجتماعي والإنساني بوصفه سلوكا عقائديا وحضاريا ترتقي به المجتمعات والأمم. ولم يجانب الصواب ما ذهبت إليه (الشرق الكويتية) حين سبرت أغوار مرتكزات الأمير سلطان في المزج الحصيف بين مفهوم القيمة الإنسانية والنهضة إقليميا ودوليا، فأقرت أنها تنبثق لديه من عدة محاور ضمن الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي، بغية إحداث تغيير جذري برؤية إستراتيجية للمستقبل، وكيفية الوصول إليه وإدارة عملية التغيير الإنساني والنهضوي. بناءً على ذلك، كان للواقع القائم تأثير كبير على مواصفات الدافع التكافلي في ذهنية ولي العهد، الذي تختلف أدواته، بالتالي، من مجال إلى آخر ومن زمن إلى آخر. وإن توخينا حرصا، فإن المسعى الحكيم لإطار المسؤوليات القيادية للأمير سلطان بن عبدالعزيز قد كرّس موقفا يجعل من محاولة الركض وراء استنساخ النماذج التنموية الغربية رهانا خاسرا، أثبته التاريخ وأكدته التجارب الواقعية التي مرت بها بعض الدول. ذلك أن التطبيق الارتجالي لهذه التجارب، دونما قراءة فاحصة للواقع لن يزيدها إلا تردياً، بحسب منهاج ولي العهد وما شهدت به المحافل إقليميا ودوليا. ولم تغفل الصحيفة دور الأمير سلطان في المشهد العربي وهاجس سعيه إلى استحداث علامات عافية إيجابية في زمن تراجع الإنسان العربي وقسماته السياسية والمعرفية ببلورة رؤى ومواقف لمجتمع مدني عبر مؤسسات تبني الرأي وتتعاون بينيا بامتداد إسلامي. وعندما يقر المجلس العالمي لتعاون الحضارات، وهو المنظمة العالمية الخيرية التي يقع مقرها في السويد، تشجيع وتكريم رواد العمل الخيري والابتكار الاجتماعي، فحري به أن يضع من يعمل على بناء القدرات الإنسانية في مؤسسات ومنظومات العمل الخيري في مجالاته كافة، فضلا عن تعزيز مفهوم الشفافية ضمن نسيجها الذي لم يغب عن أجندته أبرز رجاله، أي من برع في تشجيع العطاء والإحسان لدى البشر، والتوفيق بينهم وبين المنظمات والجمعيات والمبادرات التي تحتاج إلى دعم، لنشر وتعزيز مفهوم العطاء والعمل الخيري والارتباط بالمجتمعات في منطقتنا، إضافة إلى رعاية الأبحاث ذات العلاقة بتطوير العمل الخيري في العالم أجمع وقد كان الأمير سلطان بن عبدالعزيز. حاضراً في ذلك وبالاضافة الى ذلك فقد حصل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز على عدة أوسمة من الدرجات الرفيعة من دول عربية وأجنبية، منها: - اختارته وكالة ويتنس الدولية للنشر ضمن قائمة أبرز الذين يعملون لحماية كوكب الأرض. - درع رجل البيئة العربية لعام 1996 والاتحاد العربي للشباب والبيئة. - قلده الرئيس الفلسطيني الراحل وسام نجمة فلسطين عام 1418هـ. - وشاح الاستحقاق للجمهورية الإيطالية من الدرجة الممتازة. - منح جائزة جمعية الأطفال المعوقين للخدمات الإنسانية عام 1418هـ. - منح الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية من الجامعة الإسلامية في ماليزيا عام 2000. - اختارته جمعية كرانفيلد البريطانية لعلوم الفضاء والطيران ليكون شخصية العام 2003، ومنحه الدكتوراه الفخرية للجامعة لما قدمه في مجال الطيران المدني والعسكري

هل مجتمعنا من المجتمعات الراصدة التي تتابع الأحداث وتسجلها وتعنى بتطوراتها؟ كثير من المؤتمرات، والندوات، والملتقيات، وورش العمل، تعقد هنا وهناك، وتصدر قرارات وتوصيات مهمة، فهل معطيات هذه المحافل تلقى ما تستحق من الاهتمام والاستفادة من نتائجها، وهي بالتأكيد حصيلة دراسات وخبرات؟ نطرح هذه التساؤلات على خلفية ما يدور من حديث عن دور القطاع الخاص في تحقيق الأهداف الاجتماعية. وفي تقديرنا أن مثل هذا الحديث هو من مظاهر الصحة المجتمعية، وينبئ عن حراك مطلوب. فالمجتمعات الحية هي التي تعمل على استشراف المستقبل بتحديد أدوار مكوناتها وقطاعاتها. عوداً على بدء، وهو موضوع الذاكرة التسجيلية الراصدة، فإنه تحضرنا أعمال (ملتقى المسؤولية الاجتماعية لرجال الأعمال)، الذي عقد في الرياض، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران، والمفتش العام. فذلك الملتقى الذي نظمته الغرفة التجارية الصناعية بالرياض أبان أبعاداً كثيرة حول (المسؤولية الاجتماعية)، والدور التضامني للقطاع الخاص في خدمة المجتمع. فعلى الرغم من أن رعاية سمو ولي العهد أضفت على الملتقى عمقاً وامتداداً في التناول والتعاطي، لما لسموه من دور إنساني ورؤية في قضايا المجتمع، وتوقعنا أن يؤتي الملتقى ثماره بالإيقاع السريع ذاته لفعالياته، والحماسة التي أحيط الملتقى بها، إلا أن الإسهام الاجتماعي للقطاع الخاص- حتى الآن- ليس بمستوى التطلعات التي حفزها الملتقى. فأين الخلل؟ هل هو قصور في المتابعة وتفعيل ما تم التوصل إليه من توصيات بدت اجتماعية؟ في اعتقادنا ذلك عامل مهم، فخلاصات مؤتمرات نوعية كثيرة لا ترى النور؛ لأنه ليست هناك جهة معينة تتولى متابعة تطبيق النتائج، إضافة إلى ما يمكن أن نسميه (معوّق الإحالة)؛ أي مناقلة القضايا وتحويلها إلى بند التراكم والإرجاء. ولكننا نعتقد أن مفهوم (المسؤولية الاجتماعية) نفسه غير واضح أو محدد في الأذهان كما ينبغي، على الرغم من أن للبنك الدولي تعريفاً مشهوراً، وهو التزام أصحاب الأنشطة التجارية بالمساهمة في التنمية المستدامة من خلال العمل مع موظفيهم وعائلاتهم والمجتمع المحلي والمجتمع ككل لتحسين مستوى معيشة الناس بأسلوب يخدم التجارة ويخدم التنمية في آن واحد. كما عرفت الغرفة التجارية العالمية المسؤولية الاجتماعية على أنها جميع المحاولات التي تسهم في تطوع الشركات لتحقيق تنمية بسبب اعتبارات أخلاقية واجتماعية. ومن ثم فإن المسؤولية الاجتماعية تعتمد على المبادرات الحسنة من رجال الأعمال دون وجود إجراءات ملزمة قانونياً. ولذلك فهي تتحقق من خلال الإقناع والتعليم. كثيرون على قناعة بأن العلاقة بين القطاع الخاص والمجتمع لدينا تقوم على معايير السوق؛ أي الربح والخسارة، وأما البعد الاجتماعي فهو غائب. وهذا التوصيف لمستوى ممارسة المسؤولية الاجتماعية لا ينفي أن هناك شركات ومؤسسات لديها رؤية واضحة وتضطلع بأدوار اجتماعية بدأت تضفي طابع (الإنسانية) على شخصيتها. تقديرنا أنه يحسن بالقطاع الخاص أن ينظر إلى الدور الاجتماعي على أنه (استثمار)؛ لأن العمل التجاري الذي يتصف بالمسؤولية الاجتماعية يعود على الشركة أو المؤسسة بمنافع ملموسة وأخرى غير ملموسة طويلة الأجل. إن العلاقة المستقرة والمتطورة بين المنشأة والعاملين والعملاء والمساهمين والمجتمع توفر إمكانات أفضل لتحقيق النمو التجاري. قد يرى البعض هذا المنظور (براجماتية) صارخة، وليكن، فكل حركات الإنسان وسكناته مبنية على نوع من المصلحة يجنيها، فالذي يصنع معروفاً إنما ينشد به الثواب من الله، والشركة التي ترصد مبالغ من ميزانيتها للصرف على أنشطة خدمة المجتمع لا شك أنها تترقب أن ينعكس ذلك إيجابياً على سمعتها، ومن ثم على موقفها المالي. إن المسؤولية الاجتماعية ليست بأي حال سلوكاً ترفياً أو إنفاقاً لا طائل من ورائه، بل هي نواة العلاقة الحيوية بين المؤسسات التي تحقق الربح والمجتمعات التي تعيش فيها هذه المؤسسات. وتعد ممارسة المسؤولية الاجتماعية، من جانب آخر، نوعاً من العلاقات العامة التي ينبغي أن يعي قطاعنا الخاص أبعادها. فعلى سبيل المثال نجد كبريات الشركات العالمية المتعددة الجنسيات تتسابق لتسجيل حضورها في المعركة العالمية لمكافحة الإيدز، من منطلق أن هذا الوباء يهدد إيرادات الشركات. وتفسير ذلك أن عدد المصابين بفيروس الإيدز يصل إلى 36 مليوناً، ومعظمهم من الشريحة العمرية (15-49)؛ أي الشرائح العمرية الأعلى إنتاجية، ويهدد عجز هذه الشريحة بسبب المرض الاستقرار الاقتصادي العالمي والمصالح التجارية. يقول رز بيل رودي الرئيس المختص بالإيدز في المجلس العالمي لرجال الأعمال: إن المعركة ضد الإيدز تحتاج إلى كل ما تستطيع دوائر الأعمال تقديمه من القيادة، إلى التسويق، إلى وسائل الإعلام، وخطوط الإمداد، ومنظماته، وبنيته الأساسية. إن القيم الفاضلة التي يتحلى بها مجتمعنا ويحض عليها الإسلام، تجعل شركاتنا ومؤسساتنا قادرة على تشكيل تحالفات مؤثرة للتعامل مع كثير من القضايا والمشكلات الاجتماعية. وبلا أدنى شك فإن التحالف أو (الائتلاف) بين الشركات، إذا تم تحديد الأهداف وآليات العمل بطريقة واضحة ومرنة، هو أكثر قوة في إحداث التأثير الإيجابي، ونتائجه أوضح وأكبر من الأعمال الفردية مهما تنوعت وتعددت. وتمكن أهمية البعد القيمي في هذا الأمر في أن المسؤولية الاجتماعية في الشأن الاقتصادي في أكثر تفصيلاتها أهمية تتجاوز التضحية ببعض الأرباح لخدمة المجتمع إلى جعل استصحاب (الأخلاق) قاعدة وركيزة. فالحرص على الأخلاق يحمي من الانزلاقات التي لا يجبر الكسور الناجمة عنها أي نوع من المقابل الاجتماعي مهما عظم. فإذا اعتاد مصنع ما على التحايل وإنتاج سلع ضارة بالصحة، فإن كل البرامج الخدمية التي قد يقدمها بعد ذلك هي من قبيل ذر الرماد في العيون بغرض الإمعان في التحايل. إن المطالب الملحة للقطاع الخاص باتخاذ مواقف في قضية المسؤولية الاجتماعية تتوازى مع تطلع المجتمعات، عموماً، إلى أدوار جديدة لمنظمات المجتمع المدني، باعتبار أن القطاع الخاص والمجتمع المدني قوى صاعدة في المنظومة العالمية التي يتقلص فيها ظل الدولة لمصلحة ما هو أهلي وغير حكومي، وتقتصر مسؤوليات الحكومات على الإشراف، وسن الأنظمة والقوانين التي تيسر عمل هاتين الذراعين. وهناك من يرى ضرورة أن تنخرط الشركات في (المسؤولية الاجتماعية) في إطار من الأنظمة التي تقنن عملها، غير أن البعض من القانونيين يحبذ عدم تقنين الدور الاجتماعي لرجال الأعمال والقطاع الخاص؛ لأن الشركات، وفق تصورهم، تأتي طائعة، وتمارس عملها في هذا المجال بدوافع قيمية. أياً كان الموقف، مع دعاة تقنين الدور الاجتماعي للقطاع الخاص، مسانداً لطوعية إسهامات الشركات، فإن (المسؤولية الاجتماعية) تتطلب حفزاً من الدولة لمؤسسات القطاع الخاص. ويمكن أنَّ تكون الحوافز بصور شتى، مثل منح إعفاءات بما يساوي حجم إسهام الشركة في خدمة المجتمع، أو إصدار قائمة شرف تعلن فيها أكثر الشركات تجاوباً مع المطالب الاجتماعية، وغير ذلك من أنواع الحفز والتشجيع. وإذا جاء الحفز متسقاً مع دور إعلامي نشط في نشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية والعمل الطوعي، فإن من شأن ذلك ترسيخ مفهوم المسؤولية الاجتماعية، وإنشاء أجيال من رجال الأعمال المؤمنين بترابط الربح الأخلاقي المشروع والعمل الاجتماعي البناء

كان مشهداً مؤثراً ذلك الذي عرضته إحدى الوكالات الإخبارية قبل عقد لصورة امرأة مسنة في صحراء النيجر تحفر بيوت النمل لتحصل منها ما خبأته من حبوب لتأكلها مع أولادها من شدة الجوع الكثيرون الذين شاهدوا هذه الصورة هزوا رؤوسهم واكتفوا بالقول: «يا الله ألهذه الدرجة يصل الجوع بالإنسان ليسرق قوت النمل ويسد به رمقه؟! )) ، لكن الأمير سلطان عندما شاهد الصورة تأثر تأثراً بالغاً من المشهد وأمر على الفور بتشكيل فريق لدراسة وضع تلك المرأة ومعرفة ما يمكن فعله تجاهها ومن في حالتها فكان ذلك الموقف هو ميلاد لجنة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخاصة للإغاثة التي أمر بتكوينها لتقديم المساعدات الإغاثية العاجلة لمتضرري المجاعة في النيجر ثم توسعت نشاطاتها لتغطي عدة دول أفريقية وتقدم المساعدات والبرامج الإنسانية وتشارك المحتاجين أفراحهم وأحزانهم. وبعد بحث طويل عن تلك المرأة المسنة التي شاهد الأمير سلطان صورتها في التلفاز وهي تحفر بيوت النمل لتأكل ما ادخره من شدة الجوع فقد تم الوصول إليها وقدم لها الفريق مساعدات كثيرة، وبعد أن علمت بأن الأمير سلطان قد كلف اللجنة للوصول إليها ومساعدتها وأن حالتها قد أثمرت عن ميلاد مشروع إنساني كبير يغطي النيجر وعدة دول إفريقية لم تجد سوى أن ترفع يدها إلى السماء وتدعو للأمير سلطان ولسانها يردد الله أكبر.. الله أكبر. ولم يقتصر دعم سموه واهتمامه ومتابعته للقضايا الإنسانية على حالة هذه المرأة، بل إن ذلك أبسط مثال لاهتمام سموه بالقضايا والمآسي الإنسانية ومعالجتها قدر المستطاع.

ولعل حروف اسم الأمير سلطان تحمل عدة معانٍ، فالسين تشير إلى أن سلطان اسم ومعنى فقد ملك قلوب الجميع ليس بسلطته ومكانته ومنصبه في الدولة، بل بابتسامته المعهودة وفي كل الظروف حتى إذا نظرت إليه ازددت تفاؤلاً وذهب عنك اليأس، كما تعني السيادة في قومه والسماحة من غير هوان مع أعدائه. أما « اللام )) فتعبر عن لين الجانب، فسموه مع محبة الناس له إلا أنه مهاب القدر والمكانة كذلك، ومع هذه المهابة فإنك إذا اقتربت منه وجدت أنه يحمل تواضعاً جماً وليناً في التعامل مع الآخرين. و« الطاء )) تعبر عن طيبة النفس وأريحية الخاطر. و« الألف « تعبر عن الأصالة التي يتمتع بها سموه المتمثلة في حبه ومحافظته على السمات الوثيقة المميزة لأصوله العربية واحتفاظه بهويته المتوارثة عن أجداده وآبائه الأولين والتي من أهمها خصال الكرم والجود وبذل قصارى الجهد لإسعاد الآخرين. و« النون « تعبر عن النخوة التي يلمسها القاصي والداني ليس في هذا الوطن المعطاء فحسب، بل وخارجه؛ إذا أجمع الناس على أن الأمير سلطان بنخوته المعهودة هبّ للتعاطف في قضايا أمته في شتى أقطار المعمورة.

[/size]
[/size][/size][/size]

-

اولاً رححمة الله عليك يا اميرنا الغالي

و تسلممين ياقممر على المموضوع الممثالي ممثلكك

لان المموضوع ممًره رروعــــةة وابداعع والى الاممامممم...

رحمة الله واسكنه فصيح جانته

والله زي مايقولون العين بصيرة واليد قصيرة

والموية تكذب الغطاس

ماندري ايش الصح من الغلط من كلام الناس

عموما اشكركـ لطرحك للموضوع

الله يرحمه و يسكنه فسيح جنآته يَ رب .. و يسلموو عَ هذآ الموضوع الرآئع صرآحةة

» زوجات وأبناء الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وصورة النآآآدرة
» قصر الامير الوليد بن طلال
» حياكــــم الله في الموجود
» اني اخاف الله رب العالمين
» إني أخآف الله رب العآلمين ()"